أفضل دول العالم للاستثمار العقاري

شهدت دول العالم نمواً لافتاً في جميع مجالات القطاع العقاري، ويرجع السبب الرئيس لذلك إلى الزيادة المستمرة في عدد السكان، وبالتالي توسع وتعدُّد احتياجات الأفراد والشركات، ويضاف إلى ذلك النهضة الاقتصادية والمالية التي رُصدت في عدد من الدول، مما انعكس بشكل إيجابي على انتعاش العمل في المجال العقاري.

ونحن بدورنا سنقوم في هذه السطور برصد بعض النقاط المتعلقة بالاستثمار العقاري والتعليق عليها.

لماذا يعتبر الاستثمار العقاري من أفضل فرص الاستثمار؟

مع بداية هبوب رياح عاصفة مالية عالمية تضرب اقتصادات جميع الدول كتلك التي عصفت بالاقتصاد العالمي في عام 2008، والسبب الأساس هذه المرة: هو تأثير جائحة كورونا على حركة الاقتصاد،  ومسؤولية هذا الوباء عن شلل أصاب مفاصل الاقتصاد لفترات امتدت لأشهر متوالية ولا تزال مستمرة، ولمّا كانت الآثار الاقتصادية المدمرة منصبّة في جُلّها على قطاعات أسواق المال، والتجارة (الاستيراد والتصدير)، وعلى مختلف ميادين الصناعة، فإن أنظار المتضررين من هذه الأزمة المالية اتجهت نحو القطاع العقاري، لكونه أكثر أماناً من تلك القطاعات، بسبب أنه أقل ارتباطاً منها بارتفاع أو انخفاض أسعار المعادن الثمينة والعملات المالية، كما أن الحاجة إليه مستمرة ودائمة، وذلك بحكم ازدياد عدد السكان وتجدد احتياجاتهم إلى أماكن للسكن، أو للعمل، أو للتعليم، أو لممارسة كافة الأنشطة الحياتية، مما يضفي الميزة الأبرز لقطاع الاستثمار العقاري والتي تؤهله ليكون مفضلاً على باقي مجالات الاستثمار.

للمزيد من المعلومات ننصح بقراءة مقالنا عن : الاستثمار في تركيا

ما هي أفضل الدول للاستثمار العقاري؟

إذا رسخت القناعة التي وصلنا إليها في أفضلية الاستثمار في القطاع العقاري، فإننا سنكون بحاجة إلى تحديد وِجهة الدول ذات الريادة للاستثمار العقاري فيها، وتحديدُ هذه الوِجهات يختلف من حيث سرعة معدل تطور الدولة السنوي، والسياسات التي توجد فيها،  وعوامل استقرار  وثبات الاقتصاد فيها، ومعدل سعر أماكن الإسكان في الدولة، ونمو قطاعات السياحة، والأمن العام، وإجراءات القوانين المطبقة، ولا ننسى مناخ الطقس ومستوى الجمال الطبيعي في الدولة.

هذا وتُطالعنا الإحصاءات المهتمة بتحديد افضل اماكن الاستثمار العقاري بإصدارات مختلفة كل عام، نظراً لاختلاف الظروف والمؤثرات العالمية والإقليمية، لكن وبشكل عام فإن دولاً  مثل: تركيا، وكندا، وأستراليا، وسنغافورة، وبنما، والمملكة المتحدة، وماليزيا، تحافظ على مواقع متقدمة في مختلف التقارير والدراسات الراصدة  للدول ذات الجذب الأكبر  للاستثمار العقاري، وذلك لتميز  هذه الدول على مستوى تحقيق معايير جذب الاستثمار العقاري وتوفير متطلباته على أراضيها.

ما هي التسهيلات والمميزات التي تقدمها الدول للمستثمرين العقاريين؟

نظراً لإدراك الدول لما يضيفه الاستثمار العقاري من قيمة عُليا تعود فوائدها ونتائجها بالازدهار، والتقدم على مجتمعاتها  واقتصاداتها، فإنها وضعت نُصب أعينها تحقيق أهداف جذب المستثمرين إليها، ورسمت الخطط المُحكمة للظفر بأفضل الاستثمارات وأكثرها عدداً، مما يفسر كون قوانين الدول المستقطبة لرؤوس الأموال المستثمرة في العقارات مخفَفة الشروط، ومتَّسمة بالتشجيع والتحفيز للمستثمرين، الأمر الذي آتى أُكله في أن أصحاب رؤوس الأموال يختارون دولاً بعينها لتشغيل أموالهم فيها، وذلك لما تختص به تلك الدول من تسهيلات ومنح مميزات للمستثمرين، مثل:

• منح الإقامة للأجانب مقابل شراء عقار فيها، وكثيراً ما تكون هذه الإقامة خطوةً تمهيدية لمنح جنسية الدولة المستَثمَر فيها. تعرف على الإقامة العقارية.
• التخفيضات الضريبية التي لها دور بارز في تفضيل المستثمرين لدول على غيرها للاستثمار فيها. تعرف على الضريبة العقارية.
• رخص أسعار العقارات في بعض الدول يجعلها متاحة لمتوسطي الدخل في دول أخرى.
• جمال الطبيعة، واعتدال المناخ، وأهمية الموقع في الدول ذات الجذب العقاري، من الأسباب الرئيسية التي تحدو بمواطنين من دول ذات مناخ قاسٍ لأن يشدّوا رحالهم لقضاء إجازاتهم الفصلية، أو السنوية في أجمل الأماكن، ويدفعهم السفر المتكرر إليها لأن يتملكوا فيها عوضاً عن الاستئجار.

مميزات الاستثمار العقاري في تركيا

يتّسم الاستثمار العقاري في تركيا بأنه من أكثر الأسواق استقطاباً للمستثمرين، حتى وإن صاحب ذلك تقلب في أسعار الليرة التركية بتأثير العوامل المختلفة، لأنّ أسعار العقارات التركية تبقى مغرية وجاذبة للمستثمرين، وذلك لقوتها المنافسة للأسعار في الدول الأخرى، ولتنوع السوق العقاري التركي الذي بدأ يشهد تصنيفاً لمناطق توصف بالأساسية للاستثمار العقاري، مثل: إسطنبول والمناطق القريبة منها والمناطق المطلة على البحر الأسود، ومناطق قد توصف بالثانوية وهي تلك المدن المطلة على البحر المتوسط في جنوب البلاد، والتي تكون الأسعار فيها  بشكل عام أرخص من إسطنبول وما حولها.

ما هي المميزات التي تقدمها تركيا للمستثمرين العقاريين؟

تحظى تركيا بموقع استراتيجي بوّأها مرتبة متقدمة على خارطة الاستثمار السياحي، فهي تحوز لنفسها موقعاً بين قارتي أوروبا وآسيا، وتستلقي على شطآن بحار أربعة هي: (بحر مرمرة، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر إيجة، والبحر الأسود)، ومساحتها البالغة 783 ألفاً و562  كيلو متراً مربعاً، منحتها تنوعاً مناخياً، وطبيعة خلابة، وجمالاً ساحراً، لتكون بذلك بلداً سياحياً بامتياز.

وإذا أُضيف إلى مميزات الاستثمار العقاري في تركيا ما تتمتع به من مكانة، وحضور تاريخي، وديني، واقتصادي، فإنها حتماً ستكون قِبلة للراغبين بالتملك العقاري.

ومما زاد من ثقل تركيا في أن تكون من  افضل دول العالم للاستثمار العقاري ، هو ربط منح الجنسية التركية بتملك عقار بشروط مخفّفة، مما اعتُبر محفزاً قوياً وخصوصاً  للقادمين من الدول غير المستقرة، لشراء العقارات في تركيا، حتى وإن ترافق ذلك مع غلاء في أسعار العقارات في تركيا، مما يعني بقاء الطلب على العقارات في تركيا متواصلاً بالرغم من كل  الظروف.

لمحة عن العوائد المتوقعة من الاستثمار العقاري في تركيا

بناءً على ما تقدم من أهلية تركيا، وجدراتها للاستثمار العقاري فإن للمتابع الكريم أن يسأل عن الأرباح المتوقعة لدى شرائه عقاراً في تركيا،  ولتكون معلوماتنا وافية بهذا الخصوص فلا بد من ذكر أمرين:

• أولاً: ينبغي الحرص على شراء العقار بسعر منافس لما يماثله من العقارات، ثم الاعتناء الشديد بمسألة استثماره بطريقة مُثلى؛ إنْ: بإيجاره بأجرة مميزة، أو ببيعه بأفضل من سعره وقت شرائه.

ولأجل هذه النقطة ننصح المتابع الكريم بالاستفادة من استشارات شركة امتلاك العقارية، والتي تُبدي استعداداً لتقديمها عبر كل مراحل الاستثمار العقاري في تركيا.

• ثانياً: يقدِّر بعض الخبراء عائد الاستثمار العقاري في اسطنبول بشكل تقريبي سنوياً، بنسبة 12%  من إجمالي قيمة العقار، كما وقد يصل في بعض المناطق إلى نحو 20% من قيمة العقار في السنة.

مستقبل الاستثمار العقاري في تركيا

على الرغم مما قدّمناه من عوامل تُبرز تفوّق الاستثمار العقاري في تركيا، إلا  أنه قد تساور بعض الراغبين في الاستثمار العقاري شكوك حول مستقبل سوق العقار في تركيا في ظل الأزمة المالية العالمية، وانخفاض سعر الليرة التركية.

والحقيقة أن هذه التخوفات مشروعة، لكنّ ما قد يزيلها هو معرفتنا للتأثير الإيجابي لانخفاض سعر الليرة على القادم من خارج تركيا، إذ ستكون أسعار العقارات التركية منخفضة بالنسبة له، ثم إنّ صمود  قطاع العقارات في تركيا أمام الأزمات المالية والسياسية المتعاقبة، يجعل تلك المخاوف تتلاشى وتنتهي.

والخلاصة: أن موقع تركيا السياحي والاقتصادي يجعل التوقعات تصبُّ حول استمرار ازدهار الاستثمار العقاري فيها، استناداً إلى الحاجة المستمرة لهذا القطاع.