ميناء فيليوس: حلم عمره قرن ونصف
2021-06-14
10,412 زيارة
ميناء فيليوس، حلم راود السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وتحقق بعد 150 عاماً، حيث تنتظر تركيا منه أن يلعب دور ممر لتجارتها نحو الشمال وأن يعزز هيمنتها داخل حدود الوطن الأزرق (البحار المحيطة بتركيا).
وفي سياق متصل وفي حوار مع وكالة الأناضول تحدث أومور بوجاق الباحث في كلية الدراسات البحرية بجامعة بولنت أجاويت التركية، عن الميناء وأهم مميزاته والقدرة التنافسية له.
أهمية بالغة
وقال بوجاق إن سعة مناولة الحاويات (التحميل والتفريغ والنقل) بميناء فيليوس تبلغ 25 مليون طن سنوياً، وسيكون بوابة التجارة التركية نحو الشمال.
وأضاف بوجاق، أن مضيق البوسفور في إسطنبول يشهد حركة سفن أكثر كثافة بثلاثة أضعاف من قناة السويس، وأكثر بأربعة أضعاف من قناة بنما، ويعد من أكثر المضائق التي تشهد حركة سفن في العالم.
وزاد: "لذا فإن ميناء فيليوس، سيكون له أهمية خاصة في أعمال الصيانة والتزويد بالوقود والخدمات الأخرى، نظراً لأنه أقرب ميناء إلى مضيق البوسفور."
دعم مشاريع النفط التركية
وأكد بوجاق أن إنشاء خط أنابيب بترول يصل ميناء فيليوس بخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان سيكسب الميناء ميزة تنافسية مهمة.
وأردف: "هناك زيادة ملحوظة في نقل الحاويات بالبحر الأسود في السنوات الأخيرة، نتيجة الاستثمارات التي نُفذت في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية".
وتنظر تركيا إلى أن الميناء سيكون بوابة لتجارتها نحو الشمال، بفضل قربه من المراكز الصناعية والتجارية الهامة في البلاد والإقليم.
خطة مستقبلية
وأضاف بوجاق أنه يمكن ربط ميناء فيليوس مباشرة بموانئ مرسين أو إسكندرون أو أنطاليا، من خلال مشروع سكة حديد من جنوب إلى شمال تركيا.
واستطرد قائلاً: "أي مشروع لربط ميناء فيليوس بالبحر المتوسط، سيمكن تركيا من الحصول على حصة من النقل البحري الروسي مع الصين، ومن تجارة روسيا مع دول البحر المتوسط، كما سيخفف الضغط على مضيق البوسفور ويقصر مدة النقل".
حلم تحقق
كان وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، قد أعلن اكتمال أعمال البناء في الميناء الذي خُطّط له في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والتي بدأت عام 2016.
وسيكون الميناء، على رأس قاطرة التنمية الخاصة بتركيا والمنطقة فيما يتعلق بتحقيق أهداف خطط التصدير التي أعدّتها الحكومة التركية، والمتوقع بلوغها نحو 228 مليار دولار عام 2023 و987 مليار دولار عام 2053.
تصميم قوي
يحيط بميناء فيليوس كاسر أمواج رئيسي بطول 2450 متراً، وحاجز أمواج ثانوي بطول 1370 متراً، ويبلغ طول رصيف الميناء 3000 متر، بعمق يبدأ من 14 متراً ويصل إلى 19 متراً في الأقسام الأخرى للرصيف.
وتصل سعة مناولة (تحميل وتفريغ) الميناء السنوية إلى 5 ملايين طن، ستصل إلى 25 مليون طن فور دخول مرافق الميناء كافة الخدمة في السنوات القادمة، ويستطيع الميناء التعامل مع 13 سفينة من مختلف الأحجام والأوزان في نفس الوقت.