الاقتصاد التركي منافس قوي لتصدر مشهد الإنتاج العالمي

أحرز الاقتصاد التركي أرقاماً مشجعة في مطلع العام الجاري، عبر تسجيله لأرقام قياسية جديدة في سجله البياني الصاعد.

عاشت تركيا أزمة كورونا، واستطاعت الخروج من نفقها المظلم بأقل الخسائر الممكنة، وحققت تلك الإجراءات المتخذة في كافة قطاعات الحياة ثمارها المرجوة منها، وهو ما جعل العالم ينظر بإعجاب إلى التجربة التركية الناجحة.

الاقتصاد التركي يحقق في الربع الأول من عام 2020 أرقام نمو عالمية

تصدَّر الاقتصاد التركي مؤشرات نمو الاقتصادي العالمي في الربع الأول من العام الجاري بنسبة نمو بلغت 4.5%.

حيث أعلنت هيئة الإحصاء التركية في الأسبوع الفائت عن تحقيق الاقتصاد التركي نمواً بمعدل 4.5 بالمئة خلال الربع الأول من العام الحالي، وأظهرت الإحصائيات الصادرة أن الناتج المحلي الإجمالي ازداد 16.2 بالمئة في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019، وبلغ ترليوناً و71 ملياراً و98 مليون ليرة تركية، وهو ما يعادل 157 ملياراً و514 مليون دولار تقريباً.

ومن جانبه قال السيد "نايجل ريندل" مدير شركة "ميدلي غلوبال أدفايزرز" للاستشارات الاقتصادية: "إن نمو الاقتصاد التركي بمعدل 4.5 بالمئة في الربع الأول، كان ضمن التوقعات" وذلك بالنظر إلى المعطيات الإيجابية التي خُتمت بها سنة 2019.

وبحسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية الصادر في منتصف شهر مايو/ أيار 2020، فإن نسبة النمو التي سجلها الاقتصاد التركي في الربع الأول من العام الجاري تعتبر نسبة قياسية مقارنة بباقي دول العالم.

حيث أشار التقرير إلى أن اقتصاد تركيا قد حقق نمواً بنسبة 4.5%، ثم ليتوانيا بنسبة 2.5%، ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية والدنمارك بنسبة 0.3%، فيما عانت العديد من الاقتصادات العالمية من انكماش اقتصادي كبير، بلغ في كندا نسبة -1.6%، وفي ألمانيا نسبة -2.3%، وفي فرنسا نسبة -5.4%.

وبذلك تصدَّر الاقتصاد التركي قائمة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية، ومنظمة دول مجموعة العشرين، ودول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المذكورة.

اقرأ أيضاً: «اقتصاد تركيا 2020 – نقاط القوة والضعف وتوقعات المستقبل»

تركيا مرشحة لتصدر مشهد الإنتاج العالمي

وفي هذا الإطار قال الاقتصادي "جيسون توفي" الخبير البارز في مؤسسة "كابيتال إكونوميكس" التي تتخذ من لندن مقرّاً لها: "لقد حقق الاقتصاد التركي نمواً مميزاً في الربع الأول من العام الجاري، ويعود ذلك الفضل إلى الأداء القوي الذي قدَّمته تركيا خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط".

وفي تصريح للسيد "جيسون توفي" لشبكة الأناضول الإخبارية، نوَّه إلى زيادة الإنفاق والاستثمارات في تركيا خلال الربع الأول من عام 2020.

كما تحدَّث "توفي" عن ارتفاع الإنفاق العام في الربع الأول بتركيا، مبيناً أن الزيادة الحاصلة في الإنفاق العام تعكس ارتفاع الإنفاق في القطاع الصحي التركي في الفترة ذاتها، التي تزامنت مع زيادة الإصابات الجزئية بفيروس كورونا في البلاد، حين تبنت تركيا سياسة وقائية وعلاجية واسعة على مستوى البلاد.

وبدوره قال السيد "بيوتر ماتيس"، وهو اقتصادي بارز في مجموعة "رابوبنك" للخدمات المصرفية، وتتخذ من هولنداً مركزاً لنشاطها، متحدثاً عن توقعاته حول اقتصاد تركيا في فترة ما بعد كورونا: "إن الأزمة العالمية المتمثلة بفيروس كورونا، من الممكن أن تخلق فرصاً مهمة لتركيا".

ويرى ماتيس أن الفرصة مهيأة لتركيا لأن تكون دولة جاذبة للشركات الأجنبية الراغبة بتنويع خططها في توريد البضائع، أو التي تتجه إلى استبدال مصدر بضائعها الرئيس بين الصين وأوروبا، مؤكداً أن باستطاعة تركيا أن تصبح واحدة من أكبر قواعد الإنتاج في العالم بفعل مميزاتها العديدة ونشاطها في مجالات الإنتاج بأنواعها المختلفة.

وفي الإطار ذاته تؤكد امتلاك العقارية على الفرصة السانحة التي من الممكن أن يكسبها المستثمرون في المجال الاستثماري المدروس في تركيا، سواء كان في القطاع العقاري أو في كافة المجالات الأخرى، وذلك استفادةً من المعطيات الإيجابية المتتابعة.