المصريون في تركيا: معيشتهم واقامتهم واستثماراتهم

تتميز العلاقات بين الشعبين المصري والتركي بأنها علاقات تاريخية ممتدة إلى ما قبل تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، حيث يرجع تاريخ هذه.

هل المعيشة في تركيا للمصريين مناسبة؟

تتميز العلاقات بين الشعبين المصري والتركي بأنها علاقات تاريخية ممتدة إلى ما قبل تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، حيث يرجع تاريخ هذه العلاقات إلى سيطرة العثمانيين الأتراك على مصر بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانية عام 1517م بقيادة السلطان العثماني سليم الأول الذي ضم مصر إلى الولايات التابعة للحكم العثماني.

وازدهرت التجارة وتبادل الثقافات بين الشعبين منذ ذلك الحين، لتجد أن كثيراً من علاقات الأقارب والأنساب تداخلت بين الأتراك والمصريين، إضافة إلى الثقافات المتشابهة الناجمة عن ذلك الانفتاح بين البلدين، من طريقة العيش وأسلوب الحياة اليومية والمأكولات وغيرها من الأمور الاجتماعية، حتى أن بعض المصلحات المستخدمة في اللهجة العامة المصرية حتى يومنا هذا هي بالأصل مصطلحات مقتبسة من اللغة التركية.

وتعززت العلاقات بين مصر وتركيا بعد تأسيس الجمهورية التركية، وكانت العلاقات تجارية مبينة على تبادل المصالح بين الطرفين، ووصل ذروة هذا الانسجام إلى عام 2005 الذي شهد توقيع اتفاق تجارة حرة بين البلدين، إضافة إلى توقيع أكبر مشروع مشترك بين مصر وتركيا عام 2008 وهي صفقة الغاز الطبيعي.

كما تُعد مصر ثاني أكبر دولة عربية تُصدر منتجاتها إلى تركيا، وتأتي في المرتبة الثالثة بين أكبر الدول العربية استيراداً من تركيا، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2020 إلى 5 مليار دولار، ويأتي ذلك بالرغم من بعض الخلافات السياسية بين البلدين، الذي لم يؤدي إلى أي قطيعة بينهما أو توقيف في التجارة والمصالح الحيوية.

وتأتي هذه البيانات بين البلدين لتعزز من مفهوم ملائمة تركيا كبلد مناسب لمعيشة المصريين، وهذا ما يتم ملاحظته خلال الفترات الأخيرة من حجم الجالية المصرية التي تُقيم في البلاد، والتي تتزايد بشكل مستمر.

عدد المصريين في تركيا 2024

يُقدر عدد المصريين المقيمين بشكل دائم في تركيا في عام 2023 حوالي 30 ألف مصري، وتضم الجالية المصرية المقيمة في تركيا جميع الفئات من طلاب وأطباء ومهندسين ورجال أعمال وصحفيين وسياسيين وعُمال.

ويظهر نشاط المصريين في تركيا بشكل واضح من خلال المؤسسات الثقافية والتجمعات والهيئات العاملة في تركيا التي ترعى شؤون الجالية المصرية في البلاد، على غرار المؤسسات الرسمية المتمثلة بالسفارة والقنصليات.

وتحظى تلك المؤسسات والجمعيات بإحترام وعلاقات عامة جيدة مع المسؤولين الأتراك، كما أنها تعمل دور الوسيط وحلقة الوصل بين فئات الجالية المصرية والحكومة التركية، وتعمل المؤسسات الثقافية منها على تعزيز الثقافة المصرية لدى أبناء العائلات المصرية في الغربة، من خلال الأنشطة والفعاليات التي تحافظ على الهوية الوطنية للبلد الأم.

الطلاب المصريين في تركيا

تعتبر فئة الطلاب المصريين في تركيا من أكبر الفئات من حيث أعداد الطلاب الدوليين في البلاد، ويدرس الطلاب المصريون في جميع الجامعات التركية، الخاصة منها والحكومية، وينتشر الطلاب المصريين في شتى الولايات التركية، كما أن كثير منهم يستفيد من المنحة الحكومية التركية للطلاب الدوليين، والتي يتم تقديمها كل عام من قبل الحكومة التركية.

ويعد طلاب مصر من أبرز خريجي كليات الهندسة والطب والدراسات العليا في الجامعات التركية، كما أنهم يحظون بدرجات مرتفعة وتحصيل دراسي منافس للطلاب الأتراك المحليين.

مناطق تواجد المصريين في تركيا

يُقيم العدد الأكبر من الجالية المصرية في تركيا في ولاية إسطنبول، كونها الولاية المركزية الأكثر نشاطاً في الإقتصاد والسياحة، إضافة إلى أنها الأكثر استضافة للجاليات العربية.

كما تعد العاصمة التركية أنقرة الوجهة الثانية لإقامة المصريين في تركيا، إضافة إلى ولايات أخرى مثل أنطاليا وغيرها.

ويتركز المصريون المقيمون في ولاية إسطنبول بمناطق معينة، أهما منطقة "شيرين ايفلر" التي تتبع بلدية "بهتشي ايفلير"، إضافة إلى مناطق أخرى مثل باشاك شهير وغيرها.

اقامة المصريين في تركيا: هل الحصول على الإقامة سهل؟

يتم استخراج اذن الإقامة في تركيا للمصريين بنفس الإجراءات القانونية لبقية الأجانب دون تمييز، ويتم ذلك من خلال التقديم عبر دائرة الهجرة التركية.

ويستطيع حامل الجنسية المصرية استخراج جميع أنواع وتصاريح الإقامة القانونية في تركيا، مثل إقامة طالب إذا كان مسجلاً في جامعة من الجامعات التركية، أو إقامة سياحية، أو إقامة بموجب تملك عقار، أو حتى إقامة عمل في حال حصل على إذن عمل من احدى الشركات، أو إقامة عائلية كذلك في حال زواجه من مواطن تركي.

وتكون تلك الإجراءات بسهولة وبرتابة متعارف عليها، وبتقديم وثائق من خلال آلية معتمدة ومعلنة من قبل الحكومة التركية، دون أي مشاكل قانونية أو مخصصة تعيق أصحاب الجنسية المصرية.

تجارب واستثمارات المصريين في تركيا

الارتباط التجاري والاستثماري بين الجانب المصري والتركي يمتد تاريخياً إلى ما قبل قيام الجمهورية التركية، ويظهر ذلك جلياً في حجم التجارة الحرة بين البلدين وتعاون الشركات التركية والمصرية في مجالات كثيرة.

وترتبط كذلك كبرى الشركات المصرية والتركية بين بعضها البعض باتفاقيات عمل مشتركة كبيرة، مثل اتفاقية التعاون المشترك بين الخطوط الجوية التركية و الخطوط الجوية المصرية (مصر للطيران).

وتنتشر في تركيا المطاعم والمقاهي المصرية، إضافة إلى المدارس المصرية الخاصة، والمخابز التي تنتج المخبوزات المصرية لخدمة الجالية المصرية في البلاد.

كما يتجه المستثمر المصري نحو الاستثمار في السوق العقاري بتركيا، وكان لامتلاك العقارية تجارب كثيرة لا زالت مستمرة مع عملائها من المصريين الذين قاموا بشراء عقارات واستثمارها في تركيا، من خلال الإيجار أو إعادة البيع، حيث كانت تجارب ناجحة تكللت بكسب امتلاك ثقة هؤلاء العملاء.

شراء المصريين للعقارات في تركيا

كحال الكثير من الجنسيات الأجنبية كان للجنسية المصرية حضور وبقوة في عمليات شراء العقارات في تركيا، خاصة بعد اصدار تعديل قانون تملك الأجانب للعقارات في تركيا عام 2012، والذي أتاح تملك الأجانب في تركيا، إضافى إلى منح الجنسية التركية للمشترين بقيمة 250 ألف دولار أمريكي.

وكانت الجنسية المصرية ضمن قائمة الجنسيات العشر الأولى من الجنسيات الأجنبية الأكثر شراءً للعقارات في تركيا، وذلك خلال العام 2017، حيث أن الكثير من المصريين قد قاموا بشراء عقارات في تركيا تضمنت شقق سكنية وفلل وعقارات تجارية.

وبحسب القانون التركي يستطيع المواطن المصري تملك عقارات داخل الأراضي التركية بالقدر الذي يشاء وأي نوع من العقارات، ما عدا الأراضي الزراعية، حيث يُستثنى أصحاب الجنسية المصرية من تملك الأراضي الزراعية في تركيا، ولكن يستطيع المستثمر المصري من التغلب على هذه المعضلة من خلال تسجيل شركة داخل الأراضي التركية، ومن ثم شراء تلك الأراضي باسم الشركة التي تم افتتاحها.

 

تحرير: امتلاك العقارية©

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!