ما هو الفرق بين إسطنبول الأوروبية والآسيوية؟

أهم الفروقات بين إسطنبول الأوروبية والآسيوية من حيث:

تعد مدينة إسطنبول أكبر مدينة في تركيا ومن المدن التي تحتل مكانة متقدمة في العالم من حيث عدد السكان، وتعتبر أوروبية، إلا أنها تقع بين قارتين مختلفتين، حيث يقع جزء من إسطنبول في أوروبا والجزء الآخر يقع في آسيا. وهي المدينة الأهم في تركيا، لما لها من ميزات تتعلق بالموقع والاقتصاد والتاريخ والطبيعة وغير ذلك، فهي تتربع على موقع استراتيجي يربط قارتين هما: آسيا وأوروبا، كما أنها ترتبط بتاريخ عريق ومليء بالإنجازات الحضارية يمتد لعصور طويلة، وهي في الوقت ذاته الشريان المغذي لبقية المدن، والنابض بالحياة الاقتصادية في شتى مجالاته، بالإضافة إلى تمتعها بالطبيعة الساحرة والأماكن السياحية الجميلة، التي تجذب أعداداً قياسية من الزائرين في كل عام.

ويفصل بين شطري المدينة بحر مرمرة الذي أنشئ عليه جسر البوسفور منذ حوالي نصف قرن ليكون صلة الوصل بين طرفي المدينة العالمية بكل المقاييس. ولكن هناك بعض الفروق الأساسية في بعض الجوانب المهمة بين مدينة إسطنبول في طرفها الآسيوي والأوروبي، نذكر بشيء من التفصيل أهمها:

1. الموقع

تتألف مدينة إسطنبول من قسمين في قارتين يفصل بينهما مضيق البوسفور، حيث يقع قسم منها في طرف القارة الأوروبية، والقسم الآخر في طرف القارة الآسيوية. ويفصل الجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول عن الجزء الآسيوي مضيق البوسفور، وهو ممر مائي سياحي وتجاري مهم يبلغ طوله 31 كيلومتراً، يمثل صلة الوصل بين بحر مرمرة والبحر الأسود. ويربط المضيق جسرين معلقين آخرين هما جسر السلطان سليم، وجسر السلطان محمد الفاتح. ومن الجدير بالذكر أن معظم الوافدين والسياح يرغبون بزيارة مدينة إسطنبول الأوروبية لما لها من عراقة في المعالم الكثيرة التي تجذب المجموعات المحلية والأجنبية على حد سواء إليها. ويمثل القسم الأوروبي الكثافة الأكبر للسكان، بالمقابل يشعر من يسكن الجانب الآسيوي براحة أكبر، حيث الشوارع الواسعة والأحياء السكنية بحدودها الطبيعية وعدد أقل من السيارات والازدحامات المرورية.

إقرأ أكثر حول معلومات عن : الجانب الأوروبي في إسطنبول - الجانب الآسيوي في إسطنبول 

2. جودة المعيشة

كما هو الحال مع كل مدينة، هناك صعود وهبوط يصاحب العيش في إسطنبول والانتقال إليها، لذلك فيها من الإيجابيات والسلبيات، ولكن الإيجابيات تفوق السلبيات، وتحديداً من الناحية الاقتصادية والاستثمارية في شتى المجالات، والتي يأتي في طليعتها الاستثمار العقاري الذي سنتكلم عنه بشيء من التفصيل في الفقرات اللاحقة. وبسبب موقعها الاستراتيجي الرئيسي على طول مضيق البوسفور، كانت إسطنبول مركزاً للتجارة والصناعة على مر القرون، ومحط اهتمام من السلاطين والولاة، وهي لا تزال إلى الآن مركزاً وشرياناً يغذي الاقتصاد والمدينة الأهم للجذب السياحي في البلاد. لذلك فهي تمتلك معايير الحياة المتحضرة المتكاملة من النواحي كافة بما يعني الجودة والاستقرار في الإقامة والتعليم والتداوي وبناء المشاريع التجارية والاستثمارية وغير ذلك.

3. تكلفة المعيشة

فيما يتعلق بالوافدين والسياح يعد من السهل، وبأسعار مقبولة، الاستمتاع بجودة حياة عالية في إسطنبول، نظراً لانخفاض تكلفة المعيشة نسبياً. وتعد الأسواق الشاملة والمولات الحديثة من الأماكن المفضلة للتسوق. وتعتبر المطاعم والمقاهي ذات المستويات المنخفضة إلى المتوسطة رخيصة نسبياً وتقدم خدمة ممتازة. ولكن بشكل عام، تكون تكلفة الإقامة في الجانب الأوروبي من المدينة أعلى قليلاً منها في الجانب الآسيوي. وفيما يتعلق بالسكن تتوفر شقق تحتوي على غرفتين أو أكثر مع مرافق جيدة. وتعتبر تكاليف الأسرة ميسورة التكلفة في الأحياء التركية العامة، في حين أن الإقامة في المجمعات أكثر تكلفة مقارنة بسابقتها. ومن ناحية أخرى، فإن المدارس الحكومية التركية مجانية وتقدم تعليماً مميزاً ومتطوراً، وهناك من المؤسسات التعليمية الخاصة والدولية ما يناسب الوافدين للمراحل الدراسية كافة، أي من رياض الأطفال إلى مرحلة الدراسات العليا التخصصية.

إقرأ المزيد: الإقامة في تركيا - الإقامة العقارية في تركيا 

4. الأماكن السياحية والتاريخية

باعتبارها مقر السلطة لكل من الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية العثمانية لاحقاً؛ فإن التاريخ والثقافة ينتشران في مبانيها وأحيائها ومجتمعاتها. ففيها من الأماكن السياحية ما يدعو للعجب والانبهار مثل مسجد آيا صوفيا والمسجد الأزرق، وسيبهرهم سحر صهريج البازيليك المجاور لهما. ويعود ميدان سباق الخيل الذي يقع في الساحة الخارجية لجامع السلطان أحمد إلى العصور القديمة، بينما يهيمن برج غلطة الحجري الذي يعود للقرون الوسطى في الحي القديم على الأفق. وكل ذلك في القسم الأوروبي من المدينة. بالإضافة إلى تاريخ إسطنبول، هناك الكثير من عوامل الجذب الأخرى التي تجعل المدينة مميزة. ومن بين أكثر هذه الرحلات شعبية هي الرحلات البحرية الشهيرة في البوسفور ورحلات اليخوت، والتي يسافر عدد قليل منها بعيداً عبر المضيق إلى البحر الأسود. كما تعتبر الرحلة إلى جزر الأميرات الخيار المثالي لأولئك الذين سئموا من الحياة المزدحمة في المدن وأصوات الضجيج ولجؤوا إلى هذه الجزر الهادئة والمريحة.

5. فرص العمل

بما أن المدينة هي مركز المال والأعمال في البلاد، فهي تعد الشريان الذي يغذي المدن بالتجارة الداخلية والخارجية، فإن فرص العمل فيها متوفرة ومتنوعة، وتشمل خيارات الاستثمار في القطاعات الحيوية والمهمة كافة، إلى جانب كونها تتيح الاستثمارات في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لذلك فإن المستثمرين من جميع أنحاء العالم يطمحون إلى تأسيس أعمالهم، وفتح مشاريعهم، وتوسيع استثماراتهم فيها. وبما أن عدد سكان القسم الأوروبي من المدينة أكثر مما في القسم الآسيوي؛ فإن فرص العمل فيه متوفرة أكثر، والحركة فيه أكثر نشاطاً.

6. الكثافة السكانية

تجاوزت المدينة، التي اجتذبت الناس من جميع أنحاء العالم طوال تاريخها، 16 مليون نسمة حتى تاريخه، فمع التطور الحضري المتزايد باستمرار، زاد عدد السكان تدريجياً على مدى العقدين الماضيين.

وتظهر الإحصائيات أن الكثافة السكانية في إسطنبول هي الأعلى بين مدن تركيا وولاياتها البالغ عددها 81 مقاطعة. ويبلغ عدد الأشخاص لكل كيلومتر مربع (2976، أي 7708 لكل ميل مربع) في المدينة التي تمتد على مضيق البوسفور على قطعة أرض ليست بمساحة العديد من المدن الأخرى للبلاد. وبالمقارنة، كانت مدينة كوجايلي، وهي مركز صناعي يقع شرق إسطنبول، تتمتع بثاني أعلى كثافة سكانية في البلاد.

ومن الجدير بالذكر أن بعض المقاطعات في المدينة تختلف الكثافة السكانية فيها مقارنة بمقاطعات أخرى، وكما مر معنا، فإن الكثافة السكانية لمقاطعات الشق الأوروبي هي ضعفي مثيلتها من مقاطعات الطرف الآسيوي فيها.

7. البنية التحتية

تعد البنية التحتية الاجتماعية إحدى الركائز الأهم والخصائص المميزة للمناطق الحضرية في كل مدينة من مدن العالم. من هذا المنطلق امتلكت مدينة إسطنبول، دون تفريق بين شطريها الأوروبي والآسيوي، بنية تحتية حديثة وشاملة لكل جانب من جوانب الحياة، سواء في شبكات الماء، أو الكهرباء، أو مراكز التعليم، أو المراكز الطبية، أو المرافق العامة وأماكن التسوق والنزهات، وفي قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، وتوسيع الطرق، وبناء الجسور وشق الأنفاق، وغير ذلك مما يشهد على مدينة متحضرة بكل المقاييس. ويعد مطار المدينة أحد أكبر مراكز الطيران الحديثة والمتحضرة في العالم.

كما أن تعدد وسائل النقل العامة في إسطنبول من المترو إلى المتروبوس (شريان النقل الرئيسي فيها) إلى خطوط الترام والحافلات العامة والسفن التي تنقل الناس إلى الطرف الآخر منها يعد من أبرز السمات العامة لبنيتها التحتية القوية والمتطورة.

8. أسعار العقارات

إن مدينة إسطنبول هي المركز الاقتصادي والمالي، والسياحي والثقافي الرائد في المنطقة الجغرافية الواسعة والمحيطة. لذلك هي مكان مميز للسكن والاستثمار العقاري، ويدل على ذلك الأرقام والإحصائيات المتزايدة بشكل عام خلال العقد الماضي، ففي شهر واحد، وهو شهر كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، تم بيع أكثر من 276 ألف عقار سكني في المدينة، حسبما أفادت وكالة تخطيط المدن IBB إسطنبول. ومن بين تلك العقارات، تم شراء 63.8% منها في الجزء الأوروبي من المدينة، و36.2% في الجزء الآسيوي، حيث يفضل السكان المحليون عادة الاستقرار هناك.

كما أن هناك طلباً متزايداً على المساكن الجديدة في إسطنبول بين المستثمرين الأجانب. ووفقاً للبيانات الرسمية، فإن مع كل صفقة عقارية تتم في السوق؛ تنمو أسعار المباني السكنية الجديدة بشكل أسرع حيث يزداد الطلب عليها للإيجارات قصيرة الأجل وطويلة الأجل. ولا يزال الطلب قائماً على المساكن المخصصة للاستئجار في إسطنبول، ما يعزز نمو الأسعار ومعدلات الإيجار. وقد ارتفعت أسعار الإيجارات في المدينة بنسبة 30-40% على مدار العام، وفي بعض المناطق (مثل بشكتاش وكاديكوي) تضاعفت نسبة الإيجار فيها.

ومن الجدير بالذكر أن هناك أعمال بناء مستمرة لقناة إسطنبول الجديدة بهدف أن تصبح داعماً للسفن التجارية مع مضيق البوسفور. وتأمل السلطات المحلية أن تؤدي قناة النقل الجديدة هذه إلى تحويل تركيا في نهاية المطاف إلى قوة لوجستية عظمى. ومنذ الموافقة على مشروع القناة، ارتفعت أسعار العقارات في المناطق المجاورة بمعدل أسرع مرتين من المعدل الطبيعي.

9. الاستثمار العقاري

إذا ألقى الزائر نظرة شاملة على مدينة إسطنبول؛ فإنه سيرى المشاريع العقارية الكبيرة والمباني الشاهقة الرائدة فيها. ولعل المدينة تتفوق بفارق كبير على منافسيها الأوروبيين. فهي الفائز الواضح في سوق العقارات، ليس فقط بفضل الدعم والمشاريع الجديدة ولكن أيضاً بفضل الميزات الأخرى المهمة والبينة التحتية القوية.

ومن الجدير بالذكر أن غالبية المستثمرين العقاريين في قطاع المكاتب والشركات يواصلون تفضيلهم للمدينة العريقة، وذلك بالترافق مع انخفاض الفرص الرئيسية وارتفاع الأسعار في المدن الأوروبية، بينما كان الحال في عقارات إسطنبول أن التكاليف أقل ومعدلات النمو مرتفعة، ما وجدوا فيها وجهة أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق الرائدة على وجه الخصوص، وشجعهم على شراء العقارات في تركيا ، وتعزيز فرص زيادة أرباحهم السنوية في هذا القطاع. كل ذلك مترافق مع تنشيط المساحات في الأحياء القديمة، وإدخال الابتكارات التكنولوجية الحديثة، ما جعلها غنية بالميزات وعلى رأس الأولويات الاستثمارية العالمية.

ومن الأحياء المناسبة للاستثمار العقاري والتي يتزايد فيها الطلب على المشاريع الجديدة المنشأة عليها أورتا كوي، وبيليك دوزو، وأرناؤوط كوي، وباشاك شهير، وغيرها.

إقرأ أكثر عن: الاستثمار العقاري في تركيا - أنواع الاستثمار العقاري في تركيا 

10. الاهتمام الحكومي

هناك اهتمام حكومي متزايد في مدينة إسطنبول التي تثبت مكانتها وأهميتها للعالم يوماً بعد يوم، وهذا واضح لا تفريق فيه بين طرفي المدينة، فالإمكانات والبنية التحتية والمشاريع الخدمية تقدم للمدينة ككل بجزأيها الآسيوي والأوروبي، ولذلك أنشأت الحكومة، ومنذ أكثر من عقد، وكالات التنمية الإقليمية المتعلقة بالمدينة، والتي تستمر في عملها الدؤوب في حقبة جديدة، ما جلب دفعة قوية من التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية والمترافق مع التنسيق بين الوكالات والهيئات الحكومية كافة من أجل تحقيق غايات المصالح العامة للمحليين والوافدين والمستثمرين في القطاعين العام والخاص. كل ذلك يتم في المدينة العريقة وفق منظور استراتيجي على المستويين الوطني والعالمي وتسخير الموارد المتاحة.

وينطلق العمل لتلك الوكالات بثلاث واجبات أساسية، وهي الخطة الإقليمية لإسطنبول، والمالية وآليات الدعم الفني لرواد الأعمال والمنظمات غير الربحية، وخدمات دعم وترويج الاستثمار.

وقد حققت المدينة بناء على الدعم الحكومي المستمر لها واجباتها الكبيرة والمتمثلة في العديد

من المجالات، من أبرزها:

• تقدم الخدمات العامة لعشرات آلاف الزوار المرتبطين بالأعمال يومياً.
• يتم إصدار ما يصل إلى أكثر من مليون شهادة نشاط تجاري سنوياً.
• يتم إجراء كافة معاملات إجراء طلبات التأشيرة التجارية سنوياً.
• يتم منح أعداد كبيرة من الطلاب كل عام فرصة التدريب الصناعي والتقني والمهني وغيره من المجالات الحيوية والبناءة.
• يتم استضافة أعداد كبيرة من الوفود التجارية على مدار العام.
• يتم تنظيم العديد من المعارض المتعلقة بالمدينة في الخارج سنوياً.
• تقدم خدمات متكاملة فيما يتعلق بالاقتصاد والمالية والضرائب، وخدمات الترويج للاستثمار، وحقوق الملكية الفكرية، أنشطة حماية حقوق المستهلك، وجداول التعريفات وغيرها.
• من خلال مواقع الإنترنت الخاصة بها، تقوم بتزويد عالم الأعمال بجميع أنواع المعلومات المتعلقة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. هذا بالإضافة إلى الدعم الحكومي لقطاع الصحة والمصارف والسياحة وغيرها.

تحرير: شركة امتلاك العقارية©