كل ما تريد أن تعرف عن مسجد كوجا تبه في أنقرة
2022-01-04
45,608 زيارة
يُعتبر جامع كوجاتبة في أنقرة واحداً من أكبر جوامع العاصمة التركيّة وواحداً من أهمّ المعالم العمرانيّة فيها، ويتميّز الجامع بنمط عمارته وزينته التي توحي بأنّ المسجد قد بُنيَ من زمنٍ بعيد رغم أنّه افتتح للعبادة منذ زمن قريب فقط!
جدول المحتويات
مسجد كوجا تبه - لماذا حدث جدل كبير عند بنائه؟
عندما أصدر وقف الديانة التركيّ قراره بإنشاء جامع كوجاتبة في العاصمة قام بإعلان مسابقة لتصميم المشروع بحيث يتقدّم المُتسابقون بتصاميم لمشروع الجامع ويتمّ تنفيذ التصميم الفائز في النهاية.
وقد فاز بالمركز الأوّل في هذه المسابقة مشروع للمعماري Vedat Dalokay وتمّ البدء بوضع الأساسات للتنفيذ، ولكن بدأ التنفيذ خلافاً للطرز المعماري المبيّن في المشروع الفائز، فأثار هذا الأمر ردّة فعل شعبيّة كانت نتيجتها متابعة تنفيذ المشروع الفائز بالمسابقة.
وبين استهجانٍ مفاده أنّ المشروع تقليد لأعمال المعماري سنان ولا إبداع فيه، واستحسانٍ للمشروع على اعتباره عودة إلى التراث، تمّ إتمام المشروع باستيحاء من هندسة جامع السلطان أحمد في إسطنبول والذي بناه صدف كار محمد آغا.
فن العمارة والتصميم ضمن مسجد كوجا تبه في أنقرة
ويعتبر جامع كوجاتبة واحداً من أعظم الجوامع في أنقرة، فقد بُني على مساحة قدرها 4500 متراً مربّعاً، وله أربع مآذن يبلغ ارتفاع كلّ منها 88 متراً، وهي مزوّدة بمصاعد آلية للصعود إليها.
ويحوي الجامع في قسمه السفليّ مكتبة، وقاعة مؤتمرات، ومكاتب إداريّة، ومواقف سيارات، وعندما تدخلون إلى المسجد سيبهركم مزيج جذاب يجمع بين العمارة المعاصرة والعمارة العثمانيّة التقليديّة، فكلّ ما فيه من المآخذ والأبواب والرخام والزخارف يشعرك بأنّه مصنوعٌ بطريقة يدويّة تقليديّة خالصة.
إقرأ أيضاً عن : مسجد جبل القبلة في تركيا
ويعتبر جامع كوجاتبة بأنقرة مثالاً جيّداً على التنازع في تلك الفترة الزمنيّة حول هويّة المساجد في تركيا بين الشرقيّ والغربيّ، والتّقليد والحداثة، فقد شهد تصميه ولسنواتٍ طويلة (قرابة عشرين عاماً) كثيراً من الشّدّ والجذب بين مهندسِي ومصمّمِي التّيّارين التّقليديّ والحداثيّ حتّى تم افتتاحه أخيراً عام 1987م.
وعلى الرّغم من كون مسجد كوجه تبة حديثاً لكنّه في الواقع مصممٌ على الطّراز العثمانيّ الكلاسيكيّ، ليُعتبر بناءً انتقائيّاً مستوحىً من هندسة مساجد مثل جامع السليمية في أدرنة، جامع شاه زاده في إسطنبول وجامع السلطان أحمد.
كلّ ما سبق جعل من المسجد موضعاً للنّقد الإيجابيّ والسّلبيّ إلى يومنا هذا.