قناة اسطنبول: مركز لوجستي وقيمة اقتصادية هائلة
ستكون قناة إسطنبول مركزاً لوجستياً، ومدينة ذكية تضم مدناً علمية وموانئ لليخوت، وتوفر فرص عمل لتحقق قيمة اقتصادية كبيرة للبلاد.

قناة اسطنبول: مركز لوجستي وقيمة اقتصادية هائلة
قناة إسطنبول التي تعد المشروع الأضخم في تاريخ الجمهورية التركية، ستحقق مكاسب اقتصادية وبيئية كبيرة للبلاد، وستقلل كثيراً من حجم الحوادث الحاصلة في مضيق البوسفور.
جدول المحتويات
قناة إسطنبول: مكاسب اقتصادية وبيئية
في تصريح له لوكالة الأناضول، قال مدير مركز أنظمة النقل بجامعة إسطنبول التجارية، البروفيسور مصطفى إليجالي، إن مشروع قناة إسطنبول سيحقق مكاسب استراتيجية واقتصادية لتركيا، وسيعمل على تجنب المخاطر الناجمة عن ازدياد حركة العبور في مضيق البوسفور.
وفي إشارة إلى كون قناة اسطنبول المائية ميراثاً لمدينة القارتين، والتي تعد بدورها المدينة الوحيدة في العالم التي يتوسطها المضيق، تطرق إليجالي إلى أهمية قناة إسطنبول للأمن البحري وأمن النقل، لأنها ستحد كثيراً من التهديدات التي تشكلها حوادث السفن في مضيق البوسفور.
ولفت الانتباه إلى أن قناة اسطنبول الجديدة سوف تخلص المدينة، من الأضرار البيئية التي تسببها انبعاثات السفن في مضيق البوسفور، هذا المضيق الذي يعمل ثلاثة أضعاف الطاقة الاستيعابية له، الأمر الذي يسفر عن فترة انتظار أطول للسفن، وزيادة تلويثها للبحر والهواء خلال فترة الانتظار.
وقد نوه إليجالي إلى أن عدد السفن التي تمر عبر مضيق البوسفور يزداد عاماً بعد آخر، حيث كان عدد السفن التي تعبر البوسفور 17 سفينة في العام 1936، ليصل إلى 135 سفينة خلال هذا العام، ويقترب من 40 ألف سفينة سنوياً.
وعلى حد قول إليجالي، فإن ازدياد عبور السفن الضخمة في المضيق مع كثرة حمولاتها، يشكل تهديداً كبيراً نظراً لصعوبة وحدة التعرجات بالمضيق، وسيكون سبباً في وقوع كثير من المخاطر والحوادث أثناء عبور السفن.
الأهمية الاقتصادية لقناة إسطنبول المائية
وفي حديثه عن الأهمية الاقتصادية لقناة إسطنبول المائية، أكد إليجالي أن القناة المائية ستكون بديلاً عن مضيق البوسفور، وستشغل مكانة استراتيجية مميزة، بسبب موقعها الجغرافي الحساس، لا سيما في الأوقات التي تنشب فيها الحروب.
وأورد البروفيسور إليجالي بعض الأرقام، التي تنتج عن الأرباح الضيئلة التي يوفرها مضيق البوسفور، حيث ذكر أن الرسوم المفروضة على كل سفينة، تمر من خلال مضيق البوسفور، تقدر بقيمة 3 آلاف دولار فقط.
وتابع حديثه إليجالي بالقول:
"هذا الرقم عندما يقارن مع قناة بنما على سبيل المثال، يظهر جلياً مدى الخسارة الاقتصادية الكبيرة للبلاد، حيث يتضح نتيجة المقارنة أن تركيا يجب أن تحصل على عائدات، لا تقل عن 8 مليارات دولار، لكن في الحقيقة لا تحصل حتى على واحد من عشرة من هذا المبلغ، وهذا يفسر الخسارة الاقتصادية الكبيرة لتركيا".
إتمام مشروع قناة اسطنبول خلال 5 سنوات
وفي جانب آخر من تصريحه، أفاد إليجالي بأن من المقرر إنجاز مشروع قناة إسطنبول خلال 5 سنوات بطرق تمويل مختلفة، دون تحميل ميزانية الدولة أي أعباء، ومن المخطط أن يحقق المشروع عائدات، تغطي كل تكاليف إنشائه في غضون 10 سنوات تقريباً.
وركز في تصريحه على أن مشروع قناة إسطنبول لم يتم التخطيط له بوصفه ممراً مائياً فقط، بل بوصفه مدينة ذكية أيضاً، تضم مدناً علمية، وموانئ لليخوت، ومراكز لوجستية، من شأنها أن توفر آلاف فرص العمل، على الشكل الذي يحقق مساهمة كبيرة في الاقتصاد التركي.
وفي رد له على بعض القائلين بحدوث تلوث بيئي كبير، بسبب قناة إسطنبول، أجاب إليجالي:
"تم إعداد تقرير لتقييم التأثير البيئي للمشروع، ثم تقرر تأجيله لإعادة تقييمه في ضوء الاعتراضات المقدمة، لذلك فإن مشروع قناة إسطنبول لن يؤدي إلى تلوث بيئي، ولن يزيد احتمالات وقوع الزلازل، ولن يؤثر على الموارد المائية".
وأضاف إليجالي إلى أن الوزارات المعنية بدأت في العمل على المشروع، وتعاونت مع مؤسسات علمية بالخارج، وأن هناك ما يقارب 200 أكاديمي في 33 مجالاً مختلفاً من عدة جامعات، عملوا على دراسة المشروع من مختلف الجوانب، منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن المشروع، حين كان رئيساً للوزراء عام 2011".
تحرير: امتلاك العقارية©
المصدر: TRT عربي
هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!
الرئيس التركي أردوغان يفتتح مدينة أتليك الطبية في أنقرة لتكون أكبر مدينة طبية في تركيا، بمساحة إجمالية بلغت مليوناً و22...
الرئيس التركي يعلن عن أكبر مشروع سكني عقاري في تاريخ تركيا خلال خطاب ألقاه في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة