تقرير مفصل عن العلاقات التركية الليبية

2022-01-10

11,384 زيارة

تقرير مفصل عن العلاقات التركية الليبية

أكثر من 500 سنة من التاريخ المشترك بين ليبيا وتركيا كانت كفيلة بأن تكون العلاقات التركية الليبية وطيدة ومميزة بين البلدين إلى درجة أن تكون ليبيا في مقدمة الدول التي يستثمر مواطنوها في تركيا، وأن يكون للمستثمرين الأتراك دور بارز في الاستثمار في ليبيا، فقد بدأ المقاولون الأتراك العمل لأول مرة في ليبيا عام 1972، ومنذ ذلك الحين وقّعت الشركات التركية عقوداً بقيمة 40 مليار دولارٍ في قطاع البناء بليبيا لوحده، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم في المستقبل.

تاريخ العلاقات التركية الليبية

يرجع تاريخ العلاقات التركية الليبية إلى مرحلة الغزو الإسباني لليبيا عندما استنجد الأهالي الليبيون المقاومون بالدولة العثمانية في عام 1552 لمساعدتهم في تحرير ليبيا من الغزو الإسباني، حيث طلبوا التخلص من ظلم الدولة الإسبانية، وبسبب هذه الدعوة الرسمية استطاع الشعب الليبي آنذاك أن يشعر بالأمان من التهديدات الاستعمارية لقرون طويلة.

ولدى عزم إيطاليا على احتلال ليبيا أرسل العثمانيون قواتهم من أجل الدفاع عن ليبيا في عام 1911 وفقاً لكُتاب وباحثين أتراك.

وبعد تأسيس المملكة السنوسية في ليبيا عقب جلاء الإيطاليين فإن أول زيارة خارجية للملك إدريس السنوسي كانت إلى تركيا، كما طلب الملك أن يكون التركي سعد الله كول أوغلو أول رئيس للوزراء في حكومة المملكة الليبية بين عامي 1949 و1952.

الأتراك في ليبيا: التواجد التركي في ليبيا

عن وجود الأتراك في ليبيا يبرز مصطلح تركمان ليبيا، وهم الأتراك الذين كانوا في ليبيا إبّان الحكم العثماني بدايةً من عام 1551، كما يوجد ما يعرف بـ(كول أوغلي) أو (الكراغلة) وهم الأشخاص الذين اختلطت دماؤهم من تمازج الدماء التركية بالدماء المغربية، وقد وصل تعداد الأتراك في ليبيا إلى نحو 35 ألفاً، ثم حدثت موجة حديثة من الهجرة التركية إلى ليبيا مؤخراً عام 1975، وفي عام 1985 وصل عدد العمال الأتراك في ليبيا إلى نحو 107 آلاف عامل.

الليبيون في تركيا: التواجد الليبي في تركيا

كما هو الوجود التركي عريق في ليبيا فكذلك هو الوجود الليبي في تركيا، إذ يحتفي الأدب التركي بأحمد السنوسي الذي قدم من ليبيا للمشاركة في حرب الاستقلال التركية.

وفي الوقت الحالي يكثر الليبيون في مناطق عدة مثل: حي لالالي في منطقة أكسراي الشهيرة في مدينة إسطنبول والذي يبدو كما لو أنه ليبيا مصغرى، حيث يقدر عددهم في هذا الحي بـ 35 ألف شخص، ومعظم المتاجر والمطاعم والشركات في الحي تعود لمواطنين ليبيين، إذ يضخ التجار الليبيون مئات ملايين الدولارات في هذه المنطقة الحيوية، فمعظمهم أرباب أموال، وأصحاب أعمال تجارية واقتصادية رائدة وكبيرة كانوا قد قدموا إلى تركيا بهدف العلاج، والتجارة، والدراسة، والإقامة.

ما هي طبيعة العلاقات التركية الليبية في الوقت الحالي؟

وفقاً لخبراء اقتصاديين فإن ليبيا تعتبر واحدةً من أهم عناصر ما يعرف بعقيدة "الوطن الأزرق" في السياسة التركية، إضافةً إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، تعتبر مؤشراً مهماً على متانة علاقاتهما وأهميتها.

وتشير التوقعات إلى أن العلاقات التركية الليبية ستكتسب زخماً وتسارعاً كبيرين مع تقدم العملية السياسية في ليبيا، وستتسع مجالات التعاون بين تركيا وليبيا في إعادة بناء الدولة الليبية، وتشييد البنى التحتية والفوقية، وانتعاش السوق الحرة المشتركة، وزيادة التعاون في المجالات الثقافية والمدنية الأخرى، وكل ما من شأنه تعزيز العلاقات بين البلدين.

العلاقات التركية الليبية

أهم الاستثمارات التركية في ليبيا وحجمها

تشهد الاستثمارات التركية في ليبيا ارتفاعاً ملحوظاً، بعد أن فتحت السلطات الليبية الباب أمام المستثمرين الأتراك وخاصة في قطاع المقاولات والإنشاءات، على إثر مذكرتي التفاهم الموقعتين بين الحكومتين الليبية والتركية في 27 نوفمبر/ تشرين الأول 2019.

ووفقاً لرئيس مجلس الأعمال التركي الليبي التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي: فإن حجم الاستثمار في ليبيا يُقدر بـ 120 مليار دولار في جميع القطاعات، وعلى رأسها قطاع المقاولات.

كما أن حجم المشاريع التي ينفذها المستثمرون الأتراك في قطاع المقاولات في ليبيا وحده قد تجاوز 28 مليار دولار.

وتعمل عدة شركات تركية في ليبيا في مشاريع لتطوير بعض المحطات الكهربائية، وإنشاء محطات كهرباء جديدة، وقد نفذت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" مشاريع عديدة في ليبيا خاصة في مجالات التكنولوجيا، والتعليم، والصحة، وتحظى الشركات التركية بتقدير كبير في ليبيا كون تركيا تعد لاعباً رئيسياً في ليبيا، إذ هناك سعي حثيث في ليبيا للعمل مع الشركات التركية والاستفادة من خبراتها، ويفوق عدد الشركات التركية العاملة حاليًّا في ليبيا 48 شركة.

أهم الاستثمارات الليبية في تركيا وحجمها

يعتبر حاملو الجنسية الليبية من أكثر الجنسيات الأجنبية تأسيساً للأعمال والاستثمارات في تركيا في الثلاث سنوات الأخيرة، وخاصةً في مجال الاستثمار العقاري في تركيا.

كما يعد الليبيون مشمولين بقانون الجنسية التركية الصادر بتاريخ 19-9-2018 والذي يتيح التقدم على الجنسية التركية لمن يملك عقاراً بقيمة 250 ألف دولار أميركي في تركيا، بعد إتمام كافة الشروط والأوراق المتعلقة بذلك.

وبعد تعديل عدة قوانينَ من قبل الحكومة التركية والتي كان أهمها القانون الذي صدر في عام 2012 وهو فتح باب التملك للأجانب في تركيا لأي نوع من العقارات سواء كانت شققاً، أو فللاً، أم محلات تجارية كان الليبيّون ضمن الجنسيات التي يحق لها الاستثمار وشراء عقار في تركيا دون شروط أو قيود، وهذا بدوره أدى الى زيادة عدد الليبيين وأصحاب رؤوس الأموال من ليبيا ضمن سوق العمل التركي بشكل عام، وسوق العقار التركي بشكل خاص.

التبادل التجاري بين تركيا وليبيا

تعد تركيا شريكاً تجارياً لا غنى عنه بالنسبة إلى ليبيا مع وجود توجه عام من الحكومة التركية الحالية لتجنيس أصحاب الأعمال والطلاب والعاملين لما يضيفونه من قيمة للاقتصاد التركي والدولة التركية عموماً واستقطاب رؤوس الأموال الليبية في تركيا بهدف تعزيز الاستثمارات الليبية في تركيا.

تاريخ العلاقات التركية الليبية

الصادرات التركية إلى ليبيا

تبلغ الصادرات التركية التجارية إلى ليبيا حالياً ملياري دولار سنوياً، والواردات 350 مليون دولار، بينما كانت قيمة التبادل التجاري بين البلدين قبل عام 2010 قرابة 10 مليارات دولار.

وقد سجلت الصادرات التركية إلى ليبيا زيادة نسبتها 58% خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2020 حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية، كما أكد المسؤولون الأتراك أنهم يهدفون لرفع حجم الصادرات التركية إلى ليبيا لتعود إلى مستوى 10 مليارات دولار سنوياً.

وعن صادرات تركيا إلى ليبيا فيبرز ذكر تصدير الأثاث والمنتجات الورقية والخشبية والصلب، والسجاد، والمواد، والمنتجات الكيميائية، والمجوهرات، والحبوب، والبقوليات، والبذور الزيتية، ولحوم الدجاج، والسجاد، ومنتجات الحديد والصلب، وعشرات الأصناف الأخرى.

الصادرات الليبية إلى تركيا

تبعد ليبيا عن تركيا مسافة تقدر بثلاثة أيام بحراً، وساعتين جواً، مما يعني أنها تعتبر في موقع جذاب للغاية بالنسبة للشركات التركية في مجال الاستيراد من ليبيا.

كما من أن المنتظر مساهمة "اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية" بين تركيا وليبيا في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

وفي هذا السياق عقدت في ولاية إسطنبول التركية منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2020، أعمال المنصة التركية الليبية للتجارة، بمشاركة 200 مؤسسة اقتصادية ليبية حكومية وغير حكومية بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

حجم التبادل التجاري بين تركيا وليبيا

وصل حجم التّبادل التجاري بين تركيا وليبيا في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إلى قرابة 10 مليارات دولار، فيما بلغت قيمة مشروعات واستثمارات قطاع البناء لوحده نحو 15 مليار دولار.

ووفقاً لبيانات مجلس المصدرين الأتراك ارتفعت صادرات تركيا إلى ليبيا خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ويوليو- تموز 2021 بنسبة 58 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي كما أشرنا سابقاً لتحقق ملياراً و325 مليون دولار.    

الاستثمارات الليبية في عقارات تركيا

ساهمت الميزات التي منحتها تركيا لصاحب العقار في تركيا في تشجيع المستثمرين الليبيين على الاستثمار في تركيا، وخاصة في مجال العقارات حيث يُمنح مالك العقار الليبي في تركيا إقامة تمنح صاحبها حق الدخول والخروج من وإلى تركيا دون الحاجة لتأشيرة دخول، كما تمنح صاحبها حق التنقل ضمن المدن التركية بكل أريحية، كما ويحق له منح زوجته وأولاده الإقامة العقارية من خلال العقار الذي يمتلكه، وتكون مدة الإقامة لسنة أو سنتين وهي قابلة للتجديد.

كما يمكن لصاحب العقار الليبي أن يتمتع بجميع الخدمات في تركيا من خلال الإقامة التي يحملها، مثل: تسيير الأوراق الحكومية وتسجيل أولاده بالمدارس التركية والمدارس الدولية، ويستطيع صاحب الإقامة العقارية الليبي أن يفتح حساباً بنكياً في تركيا عن طريق الإقامة العقارية.

عرض الكل

عرض الكل

الاستثمارات الليبية في تركيا

مستقبل العلاقات التركية الليبية

تشير المعطيات إلى أن مستقبل العلاقات التركية الليبية سيشهد تأكيداً على أهمية العلاقات التركية الليبية، وتنامي الدور الاستثماري و التبادل التجاري بين تركيا وليبيا ، وزيادة حضور الجالية الليبية في تركيا وتملكهم للعقار واستثمارهم فيه، ذلك أن الليبيين من أكثر الجنسيات إقبالاً على الاستثمار في تركيا للحصول على الجنسية التركية، ولدى ملاحظة بيانات هيئة الإحصاء التركية عن مبيعات العقارات التركية سنجد ارتفاعاً مضطرداً في شراء العقارات من قبل الليبيين في تركيا، الأمر الذي سيساعد في استمرار توطيد علاقات الصداقة المتينة بين الحكومتين والتي تُوجت باتفاقيات تعاون وتفاهم مشترك وحضور قوي على الأرض بين البلدين.

 

ابحث في قائمة مشاريعنا المميزة وجد العقار المناسب لك

search-banner
search-banner
تحرير: امتلاك العقارية©

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!

هل أنت جاهز للاستثمار؟ ما هي ميزانيتك؟

كم عدد غرف المعيشة في الشقة؟

go back

لدينا مجموعة من الخيارات لك.

go back

شكرًا لك!

لقد استلمنا معلوماتك وسنتواصل معك في أقرب وقت ممكن. في هذه الأثناء، يمكنك الاطلاع على مشاريعنا العقارية الجديدة أو تصفح أحدث مقالاتنا.

contact contact

تحدث إلينا عبر منصتك المفضلة

ما هو العقار الذي تبحث عنه

back

المنصات

شكراً لكم!

close

تم إرسال رسالتك بنجاح. سنتواصل معك قريباً!