ارتفاع قياسي في معدلات الطلب على شراء الأراضي في تركيا

شهد القطاع العقاري في تركيا خلال العام المنصرم إقبالاً كبيراً على الاستثمار في الأراضي على اختلاف أنواعها، حيث وصلت مبيعات الأراضي خلال الفترة المذكورة إلى 1.5 مليون عملية بيع، محققة رقماً قياسياً غير مسبوق.

وحسب تصريحات الخبراء العقاريين يرجع سبب هذا الإقبال الكبير الذي استحوذت إسطنبول على النسبة الأكبر منه إلى أسباب وعوامل عديدة، منها بروز الاستثمار في الأرض كخيار استثماري أقل تكلفة في ظل الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار المنازل، ويضاف إليه تغير وجهات الاستثمار العقاري نحو المنازل المستقلة والبعيدة عن صخب وازدحام المدينة الذي فرضته تداعيات انتشار وباء كورونا في شتى أرجاء العالم.

ماهي أسباب زيادة الطلب على الأراضي؟

تناول خبير التقييم العقاري التركي السيد اوزان كولجو أوغلو خلال حديث اعلامي له موضوع الزيادة في الأقبال على شراء الأراضي في تركيا، حيث أكد أنه " بالنظر في الأرقام المتعلقة بالاستثمار العقاري نجد أن الاستثمار في الأراضي شهد إقبالاً كبيراً في الفترة الأخيرة بسبب الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار المنازل إلى جانب قلة ضعف العرض مقابل الطلب فكانت الأرض خياراً بديلاً للاستثمار العقاري باعتبار أسعارها معقولة مقارنة بالمنازل ولا سيما أن الأيام القادمة تنذر بمزيد من الارتفاع في أسعارها كما أن انتشار فيروس كورونا وما فرضه من محاذير وجه أنظار المستثمرين العقاريين إلى الأماكن ذات الكثافة السكانية المنخفضة و البعيدة عن مراكز المدن "

وأضاف كولجو أوغلو " بموجب الأسباب التي ذكرنها وغيرها بدأ المستثمرون العقاريون يتوجهون إلى شراء أرض فارغة وبناء منزل أو مشروع سكني عليها يحقق المعايير الصحية وغيرها، وكانت أطراف المدن والمناطق الساحلية هي المناطق الأكثر تفضيلاً من قبل المستثمرين لبناء مشاريعهم الخاصة"

إسطنبول لها أسبابها الخاصة؟

في سياق متصل أكد كولجو أوغلو أن التوجه نحو الاستثمار في الأراضي لم يكن فقط بسبب الرغبة في إنشاء المنازل الصحية موضحاً أن المشاريع الضخمة كمطار إسطنبول وقناتها المنتظرة وطريق شمال مرمرة كان له أثر كبير في التوجه نحو الاستثمار في الأراضي في المناطق المحيطة بهذه المشاريع

وفي هذا الصدد جاء في تصريحه " إن المشاريع الكبرى في إسطنبول وجهت أنظار المستثمرين إلى الأراضي فيها حتى قبل البدء بإنشائها، فقد شهدت الكثير من المناطق الريفية في إسطنبول حركة كبيرة في شراء الأراضي، منها مناطق تايا كادن و يني كوي وبويراز كوي و دورسو.

كما كان لهذه المشاريع أيضاً تأثير كبير على الحركة العمرانية والأهمية الاستراتيجية في العديد من المناطق السكنية القريبة من المطار وطريق شمال مرمرة، مثل منطقة سليفري وأرناؤط كوي وتشاتالجا و غبزه وتشكمه كوي التي شهدت إنشاء العديد من المشاريع السكنية الفاخرة فيها.

الأراضي في بعض مناطق تركيا شهدت زيادات بعشرات ومئات الأضعاف في أسعارها

وفي السياق نفسه أكد خبير التقييم العقاري كولجو أوغلو أن الكثير من مناطق الاصطياف شهدت كذلك اقبالاً كبيراً على شراء الأراضي مما زاد في أسعارها  بنسب وصلت  إلى 200 و 300 % في بعض الأراضي في مناطق الاصطياف في أزمير خلال السنوات الماضية.

وأفاد أيضا أن أسعار الأراضي في المناطق  جسر تشناق قلعة المنظر افتتاحه في الشهر الثالث من العام الجاري ، شهدت زيادة في أسعارها  وصلت إلى نسبة 1400 % منذ العام 2013 إلى الآن.

يذكر أن المستثمر الأجنبي يحق له تملك الأراضي في تركيا، ويستطيع ممارسة الإستثمار العقاري فيها من خلال اقامة المشاريع الإسكانية عليها أو حتى إعادة بيعها، كما أن شراء عقار الأراضي في تركيا يؤهل المستثمر الأجنبي للحصول على الجنسية التركية في حال كانت هذه الأرض أو مجموعة الأراضي بقيمة 250 ألف دولار أمريكي.