السياحة الحلال في تركيا | واقعها الحالي وآفاقها المرتقبة

السياحة الحلال في تركيا | واقعها الحالي وآفاقها المرتقبة

أشارت وكالة الأناضول التركية في تقرير لها إلى واقع قطاع السياحة الحلال في تركيا، وما تملكه تركيا من إمكانيات عالية لخدمة هذا النوع من السياحة الذي يشهد ازدهاراً وإقبالاً كبيرين مؤخراً، مع رغبة واضحة لتنظيم هذه السياحة وخطط استراتيجية لتطويرها.

مفهوم السياحة الحلال

بات مفهوم السياحة الحلال يحظى باهتمام فئة كبيرة من عشّاق السياحة والسفر، ولكن مما يلزم الإشارة إليه، ذلك الخلط الحاصل عند الحديث عن السياحة الحلال، ومفهوم السياحة الدينية.

فمن المعلوم أن السياحة الدينية هي نوع من أنواع السياحة التي تلتزم زيارة الأماكن الدينية تحديداً، وأما ما يعرف بالسياحة الحلال، فهي من أنواع السياحة المعروفة شرط عدم تجاوز أوامر الشرائع وحدودها، من حيث الإقامة والمأكل والمشرب، وما إلى ذلك من الأمور الأخرى.

السياحة الحلال | أرقام مثيرة للاهتمام

وفي هذا السياق نقلت الوكالة عن السيد «عمر اقغون تكين»، عضو اللجنة الاستشارية بالجمعية الدولية للسياحة الحلال  (IHATO) تأكيده على الموقع الحيوي الذي تتمتع به تركيا، وميزاتها الكبيرة بحكم موقعها القريب من العديد من الدول الإسلامية التي يطمح سكانها إلى مناطق ومرافق سياحية تتوافق مع ثقافتهم وتوجهاتهم.

كما أشار تكين في ثنايا حديثه إلى أنه يتوقع أن يشكل المسلمون ما يعادل 26.5 في المئة من عدد سكان العالم مع حلول عام 2030، بحيث يصل عددهم إلى 2 مليار و200 مليون نسمة، قائلاً: «يُظهر هذا العدد الهائل أهمية المجتمعات المسلمة الاستهلاكية في كافة القطاعات، ومن بينها قطاع السياحة».

وفي الإطار ذاته أوضح تقرير مؤشر السياحة الدولي بالنسبة للمسلمين لعام 2019، والذي أعدَّته شركة «الأبحاث والاستشارات السنغافورية CrescentRating » أن 131 مليون مسلم قد سافروا لقضاء عطلهم في دول غير بلدانهم خلال عام 2018، منفقين ما يقارب 170مليار دولار.

وأشار التقرير المذكور الخاص بعام 2019، أنه من المتوقع أن يصل عدد السياح المسلمين الذين أمضوا عطلهم خارج بلدانهم إلى 180 مليون مسلم، وتُقدر إجمالي نفقاتهم بـ 212 مليار دولار تقريباً.

لمزيد من المعلومات حول الموضوع ذاته، اقرأ مقالنا في امتلاك العقارية بعنوان: « السياحة الحلال في تركيا.. تعرف عليها»

السياحة الحلال في تركيا

أحرزت تركيا مرتبة متقدمة جداً لدى محبي السياحة من مواطني دول منظمة التعاون الإسلامي؛ لامتلاكها ظروفاً سياحية تناسب المسلمين، كما يعتبرها أكثر المسلمين وجهة مفضلة للسياحة بعد السعودية، باعتبارها الوجهة السياحية الدينية الأهم.

تمتاز المدن التركية بجمال طبيعتها الأخاذ، حيث ذاع صيت جمالها في مشارق الأرض ومغاربها، ومن أهمها مدنها السياحية: مدينة اسطنبول، وطرابزون معشوقة السياح العرب، وسكاريا، وأنطاليا، والعديد من المناطق السياحية الرائعة.

وفي هذا الإطار بيَّن السيد تكين أنه: «من الممكن تطبيق مفهوم السياحة الحلال على أنواع السياحة الأخرى، كأصناف السياحات العلاجية على سبيل المثال، من خلال جعل أي نوع من أنواع السياحة متوافقاً مع الشريعة الإسلامية ومعتقدات المسلمين».

حتى اللحظة لم تحدد المؤسسات الرسمية في تركيا مفاهيم وضوابط خاصة بالسياحة الحلال، ولم يتم وضع أطر قانونية لها، ولذلك لا يوجد مصدر رسمي يتيح الحصول على إحصائيات رسمية بخصوص هذا القطاع، غير أن الواقع المشاهَد الملموس بكل وضوح، من خلال الإقبال المتزايد من السياح المسلمين إلى تركيا، بات ذلك خير دليل على تفضيل تركيا كوجهة سياحية تتوافق مع أوامر الشريعة الإسلامية.

وفي هذا الإطار أوضح السيد تكين أن معطيات أبحاث الجمعية الدولية للسياحة الحلال تشير إلى أن هناك 299 منشأة في تركيا تعمل بمفهوم الفنادق المناسبة للمسلمين، وأن 47 منها تقدم خدمة الفنادق الحلال، و252 فندقاً تمتنع عن تقديم المشروبات الكحولية لعدم توافقها مع أحكام الإسلام.

وأضاف تكين متحدثاً عن غنى تركيا بالمقومات السياحية المتنوعة التي تتيح لها مركز الصدارة في هذا المجال: «إن الدول ذات المناخ الحار، كدول الخليج، تحتاج للسياحة الشتوية، وهو ما يمكن تطويره في تركيا ليناسب مفهوم السياحة الحلال. أما الدول ذات المناخ البارد، مثل دول الاتحاد الأوروبي وروسيا وآسيا الوسطى، فيمكن تقديم خدمات السياحة الشاطئية الحلال للسياح منها في مياه تركيا الدافئة وشطآنها الجميلة».

وأكَّد السيد تكين على ضرورة إعداد خطط استراتيجية من أجل تطوير السياحة الحلال، وإعداد خطط تعريف بهذا النوع السياحي المهم.

تحرير: امتلاك العقارية^©

المصدر: ترك برس

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك الآن!