العيش في تركيا للعرب: المميزات والعيوب وأفضل المناطق
2024-01-06
4,026 زيارة
جدول المحتويات
هل تعتبر تركيا بيئة مناسبة للعرب ليعيشوا فيها؟
ارتفعت أعداد الجالية العربية التي تقيم في تركيا بشكل هائل خلال العشر سنوات الأخيرة، ويعود سبب هذه الزيادة الكبيرة إلى عدة عوامل مختلفة، سياسية واقتصادية واجتماعية، ولمعرفة مدى كون تركيا بيئة مناسبة للعرب للعيش فيها لابد من فهم أربعة جوانب مهمة بالنسبة لتركيا، وهي كالآتي:
تُعد تركيا في الأصل دولة مجاورة للبلاد العربية، وتربطها حدود جغرافية برية مشتركة مع كل من سوريا والعراق، كما تربطها حدود بحرية من جهة البحر الأبيض المتوسط مع كل من فلسطين ولبنان وليبيا ومصر.
ترتبط تركيا ثقافياً وتاريخياً مع البلاد العربية منذ أن كانت جميع البلاد العربية تحت الحكم العثماني، حيث كان يعتبرها العرب امتداداً للخلافة الإسلامية، وكان يعد السلطان العثماني خليفة المسلمين وأميرهم، وكانت الدول العربية آنذاك ما هي إلا ولايات ضمن الإمبراطورية العثمانية الكبرى.
كما أن حُكم العثمانيين للبلاد العربية امتد إلى أكثر من 4 قرون، لم يتم خلالها فرض اللغة التركية (العثمانية) على البلاد العربية، وعلى العكس تماماً، فقد كانت اللغة العربية هي احدى اللغات الأساسية والرسمية في البلاد.
ترتكز التركيبة السكانية الأصلية للشعب التركي منذ قيام الجمهورية التركية بعد انهيار الدولة العثمانية على ثلاث أعراق أساسية مكونة للشعب التركي، تتمثل هذه الأعراق بالأتراك الذين يُشكلون الأغلبية، والأكراد، والعرب.
ويُعد العرب أحد المكونات الرئيسية للتركيبة السكانية في تركيا حالياً، وينتشر الأتراك العرب في المناطق الجنوبية من تركيا، وبالتحديد بالقرب من الحدود السورية والعراقية، حيث تتواجد القبائل والعشائر العربية بثقافاتها التقليدية المتعارف عليها في عدة مدن تركية، أبرزها مدينة ماردين وأورفة وأنطاكيا وغيرها من القرى والبلدات التركية.
يعتنق أكثر من 97% من الشعب التركي الديانة الإسلامية، ويلتزم الأتراك بأداء الشعائر الدينية من الصلوات وبناء المساجد، إضافة إلى التعطيل بشكل رسمي في الأعياد الدينية للمسلمين، والمتمثلة في عيدي الأضحى والفطر، وبذلك يشترك الأتراك مع العرب في الاعتقاد الديني والهوية الاسلامية.
ويتضح بذلك أن تركيا تُعد بيئة مثالية للعرب الراغبين بالعيش فيها، فهي تجمع بين التقارب الثقافي والاجتماعي مع العرب والأجواء الأوروبية، في نمط حياة ومعيشة ينتج من مزيج ساحر يأخذك إلى جودة حياة أوروبية دون اغتراب فكري أو ثقافي.
مميزات العيش في تركيا للعرب
العيش في بيئة آمنة ومستقرة سياسياً
حيث تُعد تركيا دولة مؤسسات، ويتم فيها تداول السلطات بشكل دوري عن طريق انتخابات تتسم بالنزاهة والشفافية، كما يكفل الدستور التركي جميع الحقوق للمواطن التركي والمقيمين الأجانب وفقاً لقوانين محددة بشكل دقيق، وسلطة قضائية تعمل بشكل مستقل ونزيه.
نظام تعليمي حديث بمعايير أوروبية
تحتل تركيا المركز الثاني عالمياً من حيث الوصول للتعليم العالي، وارتقت تركيا إلى مستويات متقدمة في تطبيق اتفاقية بولونيا في مجال التعليم العالي في أوروبا، حيث حصلت على 5 نقاط من أصل خمسة في آخر تقييم.
كما يتميز التعليم الأساسي في تركيا بجودة مرتفعة تقوم على توفير بيئة مناسبة يتخللها دمج للتكنولوجيا والابتكار والبيئات التفاعلية، بما يتوافق مع المعايير العالمية.
بلد سياحي بمعالم تاريخية وطبيعة خلابة
تزدهر تركيا بالمعالم السياحية التاريخية والطبيعية، وتُعد من أكبر الدول في العالم من حيث عدد السياح الزائرين للبلاد سنوياً، إذ يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بالآثار التاريخية من الحضارات المختلفة، والاستمتاع بالطبيعة الساحرة التي تتميز فيها تركيا.
تُعد تركيا من الدول ذات الأداء الاقتصادي الجيد الذي يُحقق تصاعداً بشكل مستمر، مما أهلها أن تكون احدى دول مجموعة العشرين الاقتصادية، وحققت تركيا قفزات نوعية في التصنيع والتصدير، كما يتوقع كثير من الخبراء أن تكون تركيا في مراكز متقدمة على المستوى الاقتصادي مستقبلاً.
ويعود ذلك على من يعيش ويستقر في تركيا بتوفر فرص استثمارية متنوعة، في بلد نامي بسوق حر وناشئ، كما تزداد في تركيا فرص تحسين المستويات الاقتصادية والمعيشية.
عيوب الحياة في تركيا للعرب
يعتز الشعب التركي بلغته التركية وهويته، ويفتقر الشعب التركي لتعلم اللغات بشكل عام، ولعل أهم المشاكل أو الصعوبات التي يواجهها الأجانب في تركيا هو عائق اللغة.
ومع الانفتاح الأخير الحاصل في تركيا على الثقافات المختلفة، وتنامي أعداد الجالية العربية في البلاد تغلب الأتراك على هذه المشكلة نوعاً ما، حيث عمدت الحكومة التركية في الآونة الأخيرة على توظيف المترجمين في المشافي والدوائر الحكومية المختلفة، الذين يخدمون الأجانب بشكل عام مجاناً دون مقابل.
ما هي أفضل مدن العيش في تركيا للعرب؟
تتميز تركيا بمساحتها الجغرافية الواسعة، وبموجب القانون التركي يُسمح للأجانب والعرب ما عدا أصحاب الجنسية السورية في العيش وشراء عقار في تركيا بشكل طبيعي في مختلف الولايات، ولكن هنالك عدة مدن تركية تتميز بكونها الأنسب للعيش فيها من قبل الجاليات العربية، وذلك لأسباب مختلفة، أهمها:
- وجود جاليات عربية تعيش في نفس الولاية
- وجود مطاعم وأسواق عربية
- وجود مدارس ومراكز تعليمية ومعاهد عربية
ومن هذه المدن، مدينة إسطنبول التي تتربع على قائمة الولايات التركية الأفضل في عيش العرب بتركيا، حيث تضم أكبر جالية عربية في تركيا بأعداد تُقدر بـ 5 مليون نسمة.
وتأتي في المرتبة الثانية العاصمة أنقرة، التي تضم جاليات عربية كبيرة، من العائلات العربية المقيمة هنالك، والطلاب الذين يدرسون في الجامعات التركية، كما أن مدينة طرابزون وبورصة وأنطاليا ويلوا هي من المدن التي يسكنها العرب من مختلف الجنسيات.