استثمارات الليبيين في تركيا ومعيشتهم وإقامتهم

عديدة هي الأسباب التي حَدَت بأعداد متزايدة من الليبيين إلى تركيا، ممن أثَّرت بهم حركة الهجرة في المنطقة العربية باتجاه الدول المحيطة بها، حيث وجد فئة كبيرة منهم في تركيا ملاذاً آمناً، ومستراحاً يضعون فيه عصا الترحال، حتى ترك بعضهم أثاراً واضحةً ومجهودات لا تخفى، نتناولها بشيء من التفصيل من خلال النقاط التالية.

فكرة عامة عن الحياة في تركيا لليبيين

تتشارك تركيا مع ليبيا بمياه إقليمية واحدة، طالما ذكَّرت تركيا بها المجتمع الدولي عند حديثها حول حقوقها الطبيعية والإقليمية في مياه البحر الأبيض المتوسط، كما لا يخفى الارتباط التاريخي بين كلا البلدين الذي يمتد لقرون عديدة. ثم يضاف فوق ذلك التحالف السياسي والعسكري الذي يجمع البلدين عبر مجموعة من الاتفاقيات التي تجلَّت أمراً واقعاً خلال السنوات الأخيرة.

حيث رسمَ اتفاقان مهمان المعالمَ الرئيسة للدور التركي في ليبيا، ألا وهما: اتفاق ترسيم الحدود البحرية لتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة بين تركيا وليبيا، ومذكرة التعاون الأمني والعسكري، واللذان وقعتهما أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019.

وبسبب عوامل مهمة أخرى من أهمها: اتحاد الدين، وتقارب الثقافة، وازدهار التجارة، وغيرها من الأسباب الإضافية؛ وجد الليبيون في تركيا بُغيتهم في الإقامة والاستقرار، وعلى وجه الخصوص في السنوات العشر الأخيرة التي شهدت تزايد أعداد الجالية الليبية بشكل ملحوظ.

شكَّل الليبيون من خلال تكاتفهم في مستقرّهم الجديد في تركيا حضوراً واضحاً لا تخطئه العين، تجلى من خلال تكاتفهم في بناء مؤسساتهم العلمية والتجارية التي شهدت ازدهاراً يُنبئ عن نجاحات متتالية في ميادين الأعمال التي خاضوها. كما تميز الليبيون في تركيا بتجاذب مجتمعهم حتى في اختيار أماكن سكنهم وتقاربها.

كم عدد الليبيين في تركيا 2022؟

لا يوجد إحصائية دقيقة توضح أعداد الليبيين في تركيا حتى تاريخ اليوم، إلا أن بعض الجهات الإعلامية تقدِّر أعدادهم بـ 35000 ليبي. ولعلهم يزيدون عن ذلك، وخصوصاً مع تزايد إقبال الليبيين وتوافدهم على تركيا خلال السنوات الأخيرة.

ومرجع تلك الزيادة لإقبال فئة كبيرة منهم إلى تركيا بهدف العلاج أو التجارة أو الاستثمار والاستقرار، بالتزامن مع توطيد العلاقات بين حكومتَي البلدين.

الطلبة الليبيين في تركيا

شأنهم شأن غيرهم من الطلاب الأجانب، انخرط الليبيون في الجامعات التركية بعد تخرجهم من المدارس الحكومية التركية، أو من مدارسهم الخاصة التي برزت في إسطنبول على وجه الخصوص، مثل المدارس العربية الدولية الليبية في اسطنبول، والمدرسة الليبية النموذجية، ومدرسة روملي الدولية. يضاف إليهم أعداد من الطلاب الوافدين من ليبيا بهدف إتمام تعليمهم الجامعي.

انخرط الطلاب الليبيون في الجامعات التركية الخاصة والعامة، متوزعين في الغالب على جامعات إسطنبول بشكل رئيس.

وتفرَّد الليبيون بتقديم فرصة التعليم في جامعاتهم الخاصة التي استحصلت على أذون عمل على الأراضي التركية، فكانت أكاديمية الإمام مالك الدولية، بالإضافة إلى فرع كلية الدعوة الليبية من خلال مكتبها التمثيلي.

تعرف على المزيد عن العيش فى تركيا للطلاب وأفضل مدن تركية للدراسة

مناطق تمركز الليبيين في تركيا

اختار الليبيون إسطنبول مركزاً رئيساً لإقامتهم، وفيها تمركز أغلبيتهم العظمى، بالإضافة لأعداد أخرى ممن اختاروا الإقامة في المدن السياحية التركية القريبة، مثل مدينتي سكاريا وبورصا.

ومما يميز الليبيين التمام شملهم في المجتمعات التي أنشأوها، ولذلك تجد أن من أهم نقاط تمركزهم هي مناطق باشاك شهير وبهجة شهير اللتان استقطبتا جزءاً كبيراً من الجالية العربية، وأسنيورت وبيليك دوزو، بالإضافة لمنطقة لالالي التي تضم شارعاً كاملاً والذي يبدو كما لو أنه ليبيا المصغرى، حيث إن معظم المتاجر والمطاعم والشركات في الحي تعود لمواطنين ليبيين.

الإقامة في تركيا لليبيين: مدى سهولتها وشروطها

أما من الناحية القانونية، فإن الليبيين مشمولون باتفاقية بين البلدين تمكّنهم من دخول تركيا عبر معابرها من خلال تأشيرة (فيزا) الكترونية بالكامل دون الحاجة إلى تقديم الأوراق شخصياً في السفارة أو حضور مقابلة، وبمدة إقامة تصل إلى 30 يوماً من تاريخ الوصول المفترض والمدون على طلب التأشيرة، مع إمكانية تمديد إقاماتهم عبر التقدم على إقامة سياحية قابلة للتجديد سنوياً، أو إقامة عقارية لمن يتملك عقاراً سكنياً على أراضيها.

ويمكن أيضاً للمواطنين الليبيين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً وتزيد من 55 عاماً؛ البقاء في تركيا لمدة تصل إلى 90 يوماً بدون تأشيرة.

كما حرصت أعداد ليست بالقليلة من الليبيين على نيل الجنسية التركية التي تمنحهم جواز سفر تركيا عبر أحد أوجه الاستثمار المحددة قانونياً، ومن أهمها الاستثمار العقاري فى تركيا عبر شراء عقارات بقيمة 250 ألف دولار أمريكي، وهو ما أدّى بأعداد من المستثمرين إلى نيل الجنسية التركية مع أفراد أسرهم.

استثمارات الليبيين في تركيا

أما من الناحية الاقتصادية، فقد استطاع الليبيون الانطلاق بأعمالهم في تركيا التي توزعت على أصناف الأعمال التجارية والتعليمية، وأعمال الشحن البحري، والمطاعم، وأعمال السياحة، والسياحة العلاجية، وغيرها من المجالات.

كما ترك الليبيون بصمة واضحة في قطاعات الاستثمارات المتنوعة يمكنك ملاحظتها بشكل واضح بين استثمارات الأجانب في تركيا وخاصة في حيّهم المشهور باسمهم في منطقة لالالي التجارية ضمن بلدية الفاتح في إسطنبول الأوروبية.

يضاف إلى ذلك قضاع التبادل التجاري بين البلدين والذي أصبح بمثابة قطاع استثماري مستقل، يسهم في إمداد ليبيا بالمنتجات التركية في كافة قطاعات الحياة، بدءاً من قطاع الأغذية فالملابس، وليس انتهاءً بتجارة الرخام والمعدّات والآلات.

حيث تبلغ صادرات تركيا التجارية إلى ليبيا حالياً بحدود مليارَي دولار أمريكي سنوياً، وأما الواردات فتصل إلى 350 مليون دولار.

شراء الليبيين للعقارات في تركيا

لم يكن الليبيون غرباء عن السوق العقاري التركي، وخصوصاً مع وجود حافز الحصول على الجنسية التركية مقابل تملك عقار بقيمة 250 ألف دولار أمريكي، حيث وجد الليبيون في ذلك سِعة لهم ومندوحة للاستفادة من ميزات جواز السفر التركي.

يشار إلى أن استثمارات الليبيين العقارية ترتكز في إسطنبول بشكل رئيس، مع حضور لا بأس به في عدد من المدن التركية السياحية.

أنت ليبيى  فى تركيا، من خلال فريق شرمة امتلاك العقارية تساعدك فى شراء شقق فى تركيا.

تحرير: امتلاك العقارية©

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!